كل كائن حي يمر به أطوار- أو يمر بأطوار- تبدأ بالضعف ثم تندرج إما من ضعف إلى ضعف.. وهذا النوع يتلاشى بسرعة.. وإما من ضعف إلى قوة.. وهذا هو الذي يسير على نواميس هذا الكون وسنته.. فيستفيد من اخطائه.. ويأخذ العبرة والعظة من الماضي لتكون قوة أمانا في المستقبل.
وقد وجدت صحيفة القصيم.. وأحاطت بها ظروف وأوضاع جعلتها تسير بتؤدة ولهذا فقد نظر القائمون على هذه الصحيفة إلى هذا بعين الاعتبار.. واتجهوا إلى رغبات القراء وأهدافهم.. بكل يقظة.. ووضعوا الترتيبات والتخطيطات الجديدة.. كل ذلك بوحي من الإتجاهات العامة فيما يجب ان تكون عليه هذه الصحيفة بصفة خاصة.. وما يجب ان تكون عليه أي صحيفة وطنية بصفة عامة.
ونتيجة لهذا الاتجاه والتطوير فقد دعمت هذه الصحيفة بنخبة مختارة من شباب البلاد المخلصين ليشرفوا.. وليكتبوا ليرسموا معالم الطريق.. ثم ليسيروا عليه.. حتى يجعلوا من صحيفة القصيم التي ترمز إلى ذلك القطاع العظيم.. صحيفة نموذجية.. شريفة في اهدافها.. مخلصة في أعمالها.. تهدف خير الجميع.. وتسعى الى تقويم ما يمكن تقويمه من الاوضاع.. بلفت الأنظار إلى تلك الأوضاع وتسليط الاضواء.. إلى مكامن الخطر.. ليتمكن المسئولون من تصور تلك الأوضاع.. والسعي حثيثا في تداركها وعلاجها.. وقد لا يقتنع القارئ حتى يرى.. فقد تعود ان يسمع الكثير من الوعود الآمال.. ولكنه إذا أراد ان يقبض شيئا.. لم يحظ بشيء.. ونحن لا نريد ان نلح على القارئ.. ولا ان نستدر عطفه بالوعود والآمال.. بل إننا نترك هذا الأمر للأيام القادمة.. التي سوف تريد هذه الصحيفة على حقيقتها.. دعامة راسخة من دعائم نهضة هذه البلاد ودليلا قويا على تقدمها ورقيها، بما تنشره من أفكار نيرة.. ودعوات إصلاحية صادقة.. وغيرة على مقدرات البلاد ايا كان نوع هذه المقدرات.
نعم اننا سوف لا نتعجل عطف القراء وإعجابهم.. حتى يروا.. ويحكموا. ونحن على يقين من ان حكمهم علينا في المستقبل سوف يكون في صالحنا.. وإذا فما دام الامر كذلك فلنترك المجال للأعداد القادة التي سوف يكون في صالحنا.. وإذا فما دام الامر كذلك فلنترك المجال للأعداد القادمة التي سوف تثبت للقارئ الكريم صدق ما قلناه.. وأننا نعتمد على الإقناع العملي.. اكثر من الاعتماد على الإقناع بالضجيج والجعجعة التي لا حاصل لها.. ولا فائدة من ورائها إلا تخدير الأعصاب ثم الخروج منها- في النهاية- بخيبة- الآمال.
فإلى الأعداد القادمة أيها القارئ الكريم.. واحتفظ برأيك فينا حتى ترى وتقتنع.. وان رأيت فينا اعوجاجا فقومه.. فكل مخلوق عرضة للأخطاء.. ولكن خير الخطائين التوابون...
القصيم العدد 17تاريخ 25/9/379
الأسماء المحظورة نشرها:
قرأت إشارة في ذيل احدى الصحف بأن هناك منعاً من ذكر أسماء النساء اللاتي يكتبن في الصحف.. وأنا عندي عادة قد تكون محمودة وقد لا تكون وهي الوقوف عند مثل هذه الإجراءت والبحث عما وراءها وتفهم الأسباب الدافعة لها وما هي المصالح التي يجنيها الوطن والمواطنون من وراءها وما هي الأخطار التي تنجم عن مخالفتها.. وقد يكون هناك أناس غيري يذهبون إلى أبعد من هذا فيتعمقون.. ويقارنون بين ما هو كائن وبين ما طلب ان يكون.. فيظهر لهم في بحثهم هذا شئون.. ويعتريهم بسبب تفرعه وتشعبه شجون..
وقد عند هذا الأمر الذي يمنع ذكر اسماء النساء اللاتي يكتبن فلم استطع ان اعرف الحكمة فيه لان القرآن ذكر نسائية والحديث النبوي كذلك فيه ذكر اسماء نسائية.. والتاريخ والسير ملأى بأسماء النساء الفضيلات قديما وحديثا.. وقد يقول قائل ان تلك المسميات التي في القرآن والحديث والتاريخ والسير قد متن وبذلك امنت الفتنة في ذكر اسمائهم ولكنني اجيب على قول هذا القائل بأن بعضهن قد يكون مات قبل ان يكتب اسمه.. ولكن كثيرا منهن سجلت اسماؤهن وتناقلها القراء والركبان وهن حيات يرزقن.. الامر الذي ينفي هذا الاحتمال من أساسه وإذاً فلا بد ان يكون الدافع اما نظاما أو عرفا وأنا لا أعرف في أنظمة الدولة ما يمنع نشر اسماء النساء.. أما العرف فقد كنا نسمع منذ زمان من بعض عامة الشعب ان صوت المرأة عورة واسمها عورة.. فهل استند منع نشر اسماء السيدات على هذه الفلسفة السطحية التي أكل عليها الدهر وشرب؟! والتي ما كانت في يوم من الايام عملية ولن تكون.
اننا نترقب من المديرية وعلى رأسها رجل محنك عاش في الامصار وعاش في الارياف وعرف مواطن الاجتماع ومواطن الخلاف ان يكون فيما يصدره من تعليمات عمليا تقدميا يفكر بعقل اليوم وآمال المستقبل.. لا ان يعود بنا إلى الماضي الذي مات.. وهيهات ان يعود.. وليعلم انه سيأتي يوم توضع فيه مثل هذه الاوامر والتعليمات موضع الدراسة والبحث والمقارنة بين محاسنها ومساوئها ثم الحكم على جهات الاختصاص بحسب ما يتناسب مع محاسن هذه التعليمات أو مساوئها فليذكر ذلك جيدا.. وكفى بهذه الذكرى مرشدا وهاديا..