أراء و مقترحات
أردت أن أكتب هذا المقال في وقت معتدل فخفت أن يأتي مقالا عاديا لا يهز المشاعر ثم أردت أن أكتبه في وقت بارد فخفت أن يكتسب من برودة الجو وطراوته .. في الوقت الذي أريده أن يكون حارا ملتهبا .. فكتبته في عز الظهيرة ليكسبه هذا الوقت جفاف الظمأ .. ولتطبعه حرارة الجو بحرارة الفكرة وحرارة الدعوة وحرارة الإيمان .
لقد كثر الحديث عن ماء الرياض أن المواطنين بالنسبة إليه معطى ومحروم ..
فهناك أحياء تتمتع بالشرب من نمار .. وهناك أحياء لا تشرب إلا من الماء الحار .. وهناك أحياء أفلست من هذا او من ذاك .
وهناك أقوام يتذمرون من وضع العدادات في بيوتهم وهناك أناس يستهلكون من الماء بلا حساب و بلا عدادات .
وإذا فالماء عندنا نوعان .. معطى و محروم .. ويظهر أن الأمانة مددت الأنابيب .. وأقنعت نفسها أن الماء يسير في هذه الأنابيب .. وأنه يروي جميع المواطنين على السواء هكذا يظهر أنها أقنعت نفسها ثم أقفلت أذنيها عن جميع شكاوي المواطنين .. وصيحاتهم التي تملأ أعمدة الصحف .. وترتفع إلى عنان السماء ، كما أقفلت أذنيها عن الاحاديث التي تدور والإشاعات التي تذاع .. من أن بعض الأحياء يشرب ماء عذبا لأن فيه فردا محظوظا .. وأن هناك مياها عذبة تدفق بكميات وافرة ليسقى بها الشجر في الوقت الذي يتضور فيه فئات من البشر تريد ماء ، أي لون من الماء ، حتى ولو كان عكرا أو حارا أو يتصف بأية صفة من الصفات .
والذي نريده في هذه الكلمة أن توزع مياه الشرب على أحياء الرياض بالعدل والقسطاس.. وأن يشرب منها الذين في الأطراف كما يشرب منها الذين في قلب المدينة .. وياحبذا لوحسرت أمانتنا عن ساعد الجد ونحن نعلم أن الدولة لم تبخل عليها بشئ من مقومات نهوضها بواجباتها نقول يا حبذا لو وزعت في أنحاء البلاد أربعة خزانات للمياه العذبة وأربعة خزانات للماء الحار على أن تكون هذه الخزانات على ربوات توازي أعلى عمارة في البلاد.. ثم جعلت تمديدات الماء على نوعين نوع للشرب وما شابهه ونوع لري الحدائق .. مع وضع سعر معين لكل نوع من أنواع .. وتعميم العدادات على الكبير والصغير .. إنها لو فعلت هذا لعم الرضى جميع طبقات الأمة .. ولفازت الأمانة بسمعة حسنة في جميع الأوساط ولا كتسبت بذالك مالا وفيرا يقوم بكل مصروفاتها أو جلها .. هذا مع ما توفره للأهالي من جهود كثيرة ومصاريف باهضة للمضخات الخاصة التي ترفع الماء إلى أعلى بيوتهم .. ثم ما يتعرض له الماء من الحالات الكثيرة التي قد يخالطه بسببها بعض الأوساخ والميكروبات التي تضر بالصحة العامة .. والتي نأمن شرورها بإخراج هذه المياه من منابعها إلى تلك الخزانات العامة المصونة وأسا .. ثم من هذه الخزانات المصونة رأسا للاستعمال ..
إننا بهذا نخدم وطننا ونخدم مواطنينا .. ونعمل عملا منظما نسعد به في الحاضر والمستقبل .. وننال به الرضى والثناء من الخاص و العام .
ولا بد أن يتمشى مع هذا العمل أو يتبعه عمل المجاري للفضلات والسيول ولا يخفى ما في هذا من مصالح جمة للوطن والمواطنين .
إننا نأمل أن ينظر إلى هذه الأمور بالنظرة التي هي حليقة بها .. وعلى الله قصد السبيل .
اليمامه عدد229 /تاريخ 9/1/1380
0
0
2.8K
02-07-2008 01:18 مساءً