تعليق على جواب
كتبت وزارة الصحة الجليلة جوبا في العدد الماضي عما كتب عن بعض النواحي المتعلقة بها ونحن نشكر هذه الوزارة على اهتمامها بما ينشر واهتمامها بلجواب عليه وقد فخرت الوزارة في بيانها بأنها ترحب بالنقد وتعتبره وسيلة من الوسائل التي تتعرف بها رغبات الجمهور فهي
لذلك لا تضيق به .
وما دامت وزارتنا الجليلة تشعر هذا الشعور وتتمتع بهذه المزايا الكثيرة الفاضلة فإننا نريد أن نناقشها في بعض النقاط التي وردت في جوابها .. النقطة الأولى أن وزارتنا الجليلة أثنت على نفسها وذكرت بعض محامدها وهذا شئ جميل ولكن أجمل منه أن يثني عليها غيرها .
ونحن إذا تعرضنا لبعض نواحي النقص في هذه الوزارة فليس معنى هذا أننا نجردها من جميع الفضائل وإنما نشير إلى ان مساوئ إن مساوئها قد تربو- في بعض الحالات على حسناتها .
والنقطة الثانية هي العقوبات التي يحكم بها على بعض المهملين وقد قالت الوزارة أن النظام والعرف لا يجيزان نشرما يحكم به عليهم ، ونقول أن هذه النقطة لا بد من تشريحها ليظهر منها ما كان حقا وصوابا وما كان غير ذلك فالمخالفات تتداركها الوزارة قبل أن تنشر في الصحف وقبل أن تتلقفها الأفواه قد يصح إذا تجاوزنا أن يطبق بالنسبة إليها هذا المبدأ ، أما المخالفات التي تنتشر وتشتهر فليس من الحكمة أن ينتشر جانب الشر فيها ولا ينتشر جانب الخير الذي هو عقاب الجاني أو المهمل بما يستحق وعندي أنه من صالح الوزارة أن تتبع هذا التفضيل و أن لا تخلط بين المخالفات المستورة والمخالفات المشهورة .
والنقطة الثالثة أنها ذكرت في جوابها أن هناك من الكتاب من يقسو ولكنها تصفح وتتجاوز عن القشور إلى اللبان وأنا لا أظن أحدا من المواطنين تبلغ قسوته في كلامه إلى حد أن يفقد أحد المهملين روحه أو أعصابه كما يفقدون باهمالهم أرواح الأخرين وأعصابهم . وشئ ثان وهو أن المواطنين لايعرفون ما هواللباب وما هي القشور في عرف وزارتنا الجليلة .
نريد أن تميز لنا القشور من اللباب في عرفها حتى إذا أردنا أن نكتب في شأن يتعلق بها نتباعد عن القشور و نتعرض للباب فقط إلا إذا أرادت أن نكتب تحت هذا العنوان \" أقشور أم لباب \" لنعرض عليها بعض ما يحدث وبعض ما يقال وهي بدورها تميز لنا القشور من اللباب ؟! إذا كانت تريد ذلك فإنني أبيح هذا العنوان لنفسي وأبيحه لبقية أخواني المواطنين لينشروا شكاواهم تحته . وعلى أية حال فنحن ننتظر من الوزارة كلمة بعنوان \" جواب على تعليق \" لأننا لانبرئ أنفسنا ولا نبرئ بعض الكتاب والمواطنين من أن يكتبوا كلاما يرونه صوابا وحقا بينما ترى فيه الوزارة قسوة وقشورا وتهجما والسبب في ذلك أن الوزارة لا تعرف الظروف والدوافع الملحة التي تلجئ هؤلاء وأولئك لنتهاج هذا الطريق كما أن المواطنين والكتاب لا يعرفون ظروف الوزارة الحقيقية التي تنشأ عنها مثل تلك الأخطاء .
ولعل فيما يكتبه المواطنين والكتاب ما يساعد هذه الوزارة على مشاكلها من استكمال النقص وتدارك الأ خطاء .
اليمامة عدد 148 تاريخ11/5/378
0
0
2.8K
02-07-2008 01:19 مساءً