بقلم. المهندس/ زكي
الخنيزي
الشيخ عبد الكريم الجهيمان خلوق متعدد المواهب شخصية عالم مثقف مجتهد عمل بالتدريس الديني ثم الصحفي شارك باصدر جريدة اخبار الظهران التي كانت صوتا لابناء المنطقة الشرقية ثم العمل الحكومي ! كنت اسمع عن الشيخ عبد الكريم الجهيمان حرصه على جمع التراث النجدي سواءً القصص او الامثال او قصص الاطفال التربوية او المقالات الناقدة للمجتمع كان يطبع كل عمل له ويدونه كي لا يضيع ! التقيت معه لأول مرة في معتقل المباحث بالدمام ! لا اعرف لماذا اعتقل هذا العالم المثقف دمث الاخلاق الا انني واحد ممن استفادوا من مكتبته التي صادرتها المباحث وخزنتها في صالة قريبة من متناولنا ! قرأت من تلك المكتبة الغنية الكثير من كتب التراث كتاب الاغاني يتيمة الدهر ! كتاب اعلام الحرية لسارتر كتاب حديث الاربعاء لطه حسين ! وغيرها من الكتب التي تثقف القارئ الشغوف للمعرفة كان في المعتقل ملهم للجميع بصبره وعدم مبالاته يقوم بمساعدة الجميع والتحدث اليهم والتخفيف عنهم وفي اليوم المخصص لزيارة عوائلنا كان حريصاً على تواصله مع الاطفال واللعب معهم ويحدثهم بلغته ! المحببة وربما يحملهم على ظهره باعثاً في نفوسهم الفرح ! واذا ما سألوه عن اسمه يقول جنجش لا اعرف ماذا تعني ذلك ولكن الاولاد كانوا يدعونه عمي جنجش ! وبعد التحقيق والمحاكمة ! اطلق سراحه وسراحي ! عندما عملت في الرياض سكنت في شقة بالقرب من بيته ! في الملز كنت حريصاً على زيارته بين حين وآخر والتمتع بالحديث مع هذا العالم الذي قلما يجود الزمان بمثله ! في مكتبتي اقتنيت الكثير من مؤلفاته التي احرص على التمتع بقراءتها للموعظة ، سمعت ذات مرة أنه تبرع لجمعية البر بمبلغ كبير دعماً لها في برامجها ! وربما تعددت تلك التبرعات من هذا الانسان الكريم عف اللسان كبير القلب
(حدثني في ذات مرة كان مرشحاً ان يكون مديراً لبلدية العاصمة الرياض ! في هذه الفترة تقرب منه احد المقاولين تملقاً وابى الا ان يعمل لبيته بمنطقة الملز بوابة ! وعندما لم يصدر القرار قدم له فاتورة البوابة فاخبره انا لم اطلب منك عملها ورفضت ذلك ! ولماذا تطلب مني الان قيمتها خجل المقاول من نفسه الانتهازية ! ) رحم الله العالم المثقف ابا سهيل الذي لم يُنصف.