بعد التحية و الاحترام.
تلقيت كتابكم العزيز وقد كان وصل الكتاب الأول والمقال إلا أن ضيق نطاق الجريدة وتأخره حال دون نشره في العدد الماضي.وقد نشر قسم منه في هذا العدد والقسم الثاني ينشر في العدد القادم.
وأراك قد حملت على (الصديق) حملة قاسية كنت أود تخفيفها.
ومهما يلزم من خدمة نحن مستعدون لقضائها بكل سرور.
20/2/58هـ
عثمان حافظ
التعليق:
كنت كتبت ردا قاسيا على أحد كتاب صحيفة المدينة المنورة لأصحابها أولاد حافظ المحترمين وكان ردا مطولا ولم يصل إليهم إلا متأخرا الأمر الذي اضطرهم لتأخير نشره إلى العدد القادم.
وهذا الخطاب بقلم رئيس التحرير وتوقيعه وأنا أعذر الصحيفة في مثل هذا التأخير فقد يكون وصول المقال بعد تكامل مادة الصحيفة بل قد يكون وصول مقالي بعد تسليم المواد للطباعة وأنا الأن لا أذكر هذا الرد ولا من هو المردود عليه.. ولكنه يظهر لي من خطاب الأستاذ عثمان حافظ أن المردود عليه من كتاب صحيفتهم الدائمين الذين لا يحبون أن يغضبوهم أو يجرحوا احساسهم!!.
ولذلك فالأستاذ عثمان يعتب علي في تلك القسوة التي قد لا يكون لها مبرر.. ومع ذلك فهو يعد بنشر مقالي في العدد التالي!! والقسوة في ردودي على بعض الزملاء الكتاب طريقة اتبعتها لأنني كنت قرأت كلمة لأحد فلاسفة النقد الاجتماعي أو الأدبي وخلاصة هذه الفكرة هي:
أنه يجب أن يكون ردك حارا جدا أو باردا جدا ويحذر من أن يكون الرد فاترا لا هو بالحار ولا هو بالبارد. والعلة في ذلك أن الكلام الفاتر يمر بالقارئ دون أن يثيره أو يتأثر به أما الحار جدا أو البارد جدا فإن لهما مفعولا وتأثيرا على القارئ.. إما بالغضب والانفعال أو بالضحك والشماتة وكلا الانفعالين يؤدي إلى نتيجة واحدة وهي لفت النظر وبقوة إلى فكرة المقال.. والحرارة والبرودة يلتقيان في نقطة واحدة!! هي التأثير المقصود!!.
وكم جنت علي هذه الطريقة وكم سببت لي الكثير من المتاعب بالنسبة إلي بعض الإخوان والزملاء وكذالك بالنسبة إلى بعض الجهات التي لديها سلطة وسلطان يؤدي في بعض الأحوال إلى متاعب متنوعة قد يكون المرء غنيا عنها. وكم ندمت على بعض هذه الحالات ولكن بعد فوات الأوان.
طبعت على مافي غير مخبر = هواي ولو خبرت كنت المهذبا
أريد فلا أعطي وأعطي ولم أرد = وقصر علمي أن أنال المغيبا
الحكم الجائر
ولولا خلال سنها الشعر مادرى = بغات العلا من أين تؤتى المكارم
يرى حكمة ما فيه وهو فكاهة = ويقضي بما يقضي به وهو ظالم