صحيفة شقراء الإلكترونية- محمد الحسيني تنظم الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ندوة وتكريم للأديب الموسوعي عبدالكريم الجهيمان عند الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم بمركز الملك فهد الثقافي، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيزنائب امير منطقة الرياض،
وذلك ضمن الأسبوع الثقافي السنوي للجمعية ( وفاء1)، ويتخلل التكريم ندوة علمية تستمر ليومين، يقدم فيها أوراق علمية وفيلم تعريفي عن الجهيمان ومعرض فني شامل لمؤلفاته ومسرحية مستوحاه من الاساطير ، وروايات مباشره لبعض قصصه، ويقدم المتحدثون سبع ورقات علميه عن جوانب كثيره مهمة في حياة الجهيمان وخدمته للوطن من خلال الثقافة والأدب وحفظ تراثنا الوطني،
كان الأديب عبد الكريم الجهيمان رحمه الله مثالاً للعصامية في أبرز صورها بالاعتماد على الله ثم نفسه. فقد بدأ من الصفر بكل شيء إلى أن صار "شيخ الصحافة السعودية"، وأحد رواد الفكر والأدب السعودي.
عاش الجهيمان طفولته ببيئة أسرية مغايرة لمعظم أقرانه، بعد ان انفصل والده عن والدته، وحتى في تعلمه القراءة والكتابة كان وأقرانه يستخدمون وسائل يصنعونها بأيديهم من ألواح مطلية بمادة جيرية، ثم يعيدون عجنها ليستخدموها مرة أخرى.
وعندما سافر الجهيمان من بلدته "غسلة" بالقرائن ،وودع محافظته "شقراء" التي تتبعها غسلة، اختار طريق العلم فالتحق بالمعهد العلمي السعودي، الذي شُيد بعهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وكان من يدرسون فيه تتكفل لهم الدولة بالسكن والإعاشة والنفقات لكثير مما يحتاجونه من أوراق ودفاتر وكتب.
تقول المصادر التاريخية إنه ولد عام 1333هـ وتوفي رحمه الله عام 1433هـ وبعضها يشير إلى ولادته عام 1332ه. أي أن عمره امتد لقرن من الزمان سخرها للعلم والريادة بمختلف المجالات.
كانت الصحافة بابه الأول المطل على العالم فأراد من خلالها أن تكون كمنبر المسجد في تشكيل الوعي والرقي بالعقول، فأسس صحيفة "أخبار الظهران" وتقول بعض المصادر إنها من أوائل الصحف الصادرة بالمنطقة الشرقية، وكذلك بصحف "اليمامة"، "القصيم" وعدة صحف محلية أخرى.
الأدب
ثم كانت الصحافة بوابته إلى عالم الأدب والكتابة للأطفال، فكتب لهم مجموعتين من القصص، المجموعة الأولى منهما بعنوان : سلسلة "مكتبة أشبال العرب" والثانية بعنوان : "مكتبة الطفل في الجزيرة العربية" ولم يكن قصده منها مجرد التسلية، وإنما أراد فتح مدارك الأطفال للقراءة، وتحببيهم فيها، وبث الحكمة في نفوسهم وهم صغار.
وإلى جانب الأطفال كانت له اهتمامات أدبية أخرى ضمنها مؤلفاته المتعددة مثل : "موسوعة الأمثال الشعبية"، في عشرة اجزاء، والأساطير الشعبية في خمسة اجزاء
وكتب "أين الطريق و"رحلة مع الشمس"، و"ذكريات باريس"، و"رسائل لها تاريخ"، و"دخان ولهب"، واراء فرد من الشعب ، كما أدلى بدلوه بالشعر في ديوان بعنوان : "خفقات قلب".
يُعد الجهيمان رحمه الله النموذج الخليجي المقابل للأديب والشاعر الفرنسي تشارلز بيرو الذي اشتهر بأساطير "سندريلا" و"الجميلة النائمة" وغيرها من القصص الحية بالأذهان حتى الآن، فقد وضع الجهيمان موسوعة خاصة بأساطير شعبية استمدها من قلب جزيرة العرب في خمسة أجزاء. وقد نالت شهرة كبيرة خارج الجزيرة العربية وتُرجمت إلى اللغة الروسية، على يد د.شاه رستم شاه موساروف وصدرت في العاصمة موسكو تحت عنوان "حكايات عربية".
التعليم .. والمرأة
من اهتمام الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بالتعليم استمد الأديب الجهيمان الدعوة وشحذ الهمم لدعم التعليم وتطوره، ولم يقصر ذلك على تعليم الذكور فقط، فكان أن دعا إلى تعليم المرأة عبر سلسلة مقالات في جريدة "أخبار الظهران"، وقد سبق الكثيرين بوقته إذ لم تكن هناك مدارس لتعليم الإناث.
التكريم
لم تنس الدولة حفظها الله الأديب الراحل من التكريم فقد تم اختياره عام 2001م في مرتبة "الشخصية السعودية" بمهرجان الجنادرية، وتقلد رحمه الله وسام الملك عبدالعزيز ، تقديراً وتكريماً لجهوده في رفد الحركة الادبية والفكرية بالمملكة بمؤلفاته المتعددة. وتم الاحتفاء به وتكريمه قرب مسقط رأسه بنادي الوشم بمدينة شقراء عام 1422هجري حضرها جمع غفير من أدباء ومثقفي مختلف مناطق المملكة ،وفي 2011م جرى تسمية أحد شوارع الرياض باسمه.
واليوم، بادرت "الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون"، ومحبو الأديب الراحل لتبني مشروع الاحتفاء به كرمز أدبي خالد بالمملكة، وذلك بدعم من الدولة حفظها الله ورعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، ومشاركة فاعلة من أدباء وأديبات الوطن، وأبناء وبنات الأديب الراحل، وقد أشرف على تنظيم الاحتفالية رئيس مجلس إدارة الجمعية د.عمر السيف، ود.فهد العتيبي مدير البرامج الثقافية بها.هذا فضلاً عن الأنشطة المختلفة والفعاليات التي ما زالت تحتفي بأدب الراحل رحمه الله وأساطيره ونتاجه الضخم.