الشرق الأوسط- بدر الخريف كرمت جمعية الثقافة والفنون في الرياض أمس (الأحد)، الأديب والمفكر السعودي عبد الكريم الجهيمان (1912 - 2011) الذي يعد أحد رموز المشهد الثقافي والصحافي في بلاده.
ويأتي الاحتفاء بالأديب الجهيمان، ضمن حفلات التكريم المتعددة للمفكر الذي رحل قبل 7 سنوات، وكان أبرزها تكريمه في مهرجان الجنادرية عام 2001، حيث تم تقليده وسام الملك عبد العزيز «أحد أرفع الأوسمة في البلاد»، تقديراً لجهوده في خدمة الحركة الأدبية والفكرية في السعودية على مدى 8 عقود.
وجاء تكريم الأديب الجهيمان، خلال حفل نظمته الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالرياض، ضمن الأسبوع الثقافي السنوي للجمعية تحت شعار «وفاء»، وأقيم الحفل في مركز الملك فهد الثقافي وتخللته ندوة علمية لمدة يومين، قُدمت فيها أوراق عمل تتناول حياة الراحل وإنجازاته وحضوره في المشاهد المختلفة، كما أقيم معرض فني شامل عن مؤلفات المكرّم، وعرض مسرحية مستوحاة من الأساطير الشعبية والروايات التي تناولها الراحل في قصصه ومؤلفاته، كما أبرزت الندوة المحطات والتحولات الفكرية في حياة الأديب الجهيمان، كما قدمت أوراق عمل عن حضوره ودوره في تعليم المرأة، وتأسيس التعليم النظامي في بعض مناطق بلاده، كما أبرزت الندوة الوطن في كتابات المكرم، ودور الحكاية الشعبية (حيث كان الجهيمان أحد فرسانها)، في التنشئة الاجتماعية بالمجتمع السعودي.
وكان الأديب الجهيمان، قد أطل على العالم من نافذة الصحافة، إذ أنشأ جريدة «أخبار الظهران»، وهي أول صحيفة تصدر من شرق الجزيرة العربية، واستمرت في الصدور 4 سنوات، ولكن الصحيفة التي كان يرأس تحريرها سرعان ما أوقفت بعد أعداد قليلة، حين نشر الجهيمان بعض المقالات التي تعتبر جريئة في ذلك الوقت، ومنها مقال يدعو إلى «تعليم المرأة»، ولم تكن هناك مدارس لتعليم الفتيات في أي منطقة من الجزيرة آنذاك، فأغلقت الصحيفة في 1957 وأوقف الجهيمان لمدة شهرين.
وحفلت حياة الجهيمان بحضور في المشهد الثقافي والأدبي في بلاده طيلة 80 عاماً، حيث ألف كتباً مدرسية في الفقه والتوحيد والمحفوظات والتهذيب، وأصدر مع زملائه في شركة الخط والطباعة صحيفة «أخبار الظهران» في المنطقة الشرقية، وكتب في مجلة اليمامة بالرياض عموداً ثابتاً بعنوان «أين الطريق»، وأشرف على صحيفة «القصيم» التي تصدر بالرياض وكتب فيها، كما أصدر مجلة «المالية والاقتصاد»، وأصدر مع مجموعة من زملائه مجلة «المعرفة» التابعة لوزارة المعارف، وكان محباً للشعر ويطرب له ويحفظه وقد نظم قصائد نشر بعضها في صحيفة «أم القرى»، وعاش في صناعة القلم والكتابة نحو 80 عاماً.
للراحل مجموعة من الكتب المطبوعة؛ منها «أساطير شعبية من قلب جزيرة العرب» (5 أجزاء)، و«الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب» (10 أجزاء)، و«مكتبة الطفل في الجزيرة العربية» (سلسلة قصص للأطفال) - مكتبة أشبال العرب، و«دخان ولهب»، و«أين الطريق»، و«آراء فرد من الشعب»، و«ذكريات باريس»، و«دورة مع الشمس»، و«محاورة بين ذي لحية ومحلوقها»، و«رسائل لها تاريخ»، و«مذكرات وذكريات من حياتي»، و«أحاديث وأحداث»، و«خفقات قلب (ديوان شعر)».