الرياض- محمد الحسيني وسط حضور كثيف من نخبة الثقافة والأدب، افتتح محافظ شقراء أ. عادل بن عبدالله البواردي مكتبة الأديب عبدالكريم الجهيمان التراثية في سوق حليوة التراثي، بحضور ابنه سهيل بن عبدالكريم الجهيمان وعدد من أفراد أسرة الأديب، ومجموعة من أصدقائه ونخبة من المثقفين والإعلاميين.
بدأت الرحلة من منزل أ. عبدالرحمن الشويعر، حيث كان الباص ينتظرنا لرحلتنا إلى شقراء مروراً بمحافظات حريملاء وثادق، ورغبة والقصب، وصلت الرحلة إلى دار تراث الوشم، وكان في استقبالنا صاحب الدار
د. عبداللطيف الحميد ومجموعة من المدعوين، وبعدها كانت لنا جولة في الدار وتجول ضيوف الافتتاح في أجنحة دار تراث الوشم، بدعوة كريمة من صاحب الدار الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد، وأبدى الجميع إعجابهم بما شاهدوه من توثيق لمدن الوشم وحفظ لتاريخه وتراثه.. وحضر احتفالية الافتتاح من أسرة الجهيمان كل من: أ. محمد بن إبراهيم الجهيمان، واللواء مهندس متقاعد صادق بن صالح الجهيمان، وم. عبدالعزيز بن صالح الجهيمان، وم. عادل بن صالح الجهيمان، وأ. محمد بن عبدالرحمن الجهيمان، ثم توجهوا إلى منتجع أماسي الريف، وكان في استقبالهم محمد بن عبدالعزيز الفايز الذي رحب بالجميع.
ثم قاموا بجولة سريعة على قرية أشيقر التراثية والتجول في سوابيطها، ودخول دار التراث، ومتحف حمد السالم، ودار المؤرخ النجدي إبراهيم بن صالح بن عيسى، ثم توجه الجميع إلى مسرح م. محمد سعد البواردي للثقافة، وكان في استقبالهم صاحب المسرح وابنه م. بدر، الذي شرح للجميع أهمية المسرح في إقامة فعاليات ومناشط شقراء الوطنية والاجتماعية والأعياد وأنشطة الإدارات الرسمية وفعالياتها، وقال عن المسرح د. إبراهيم بن عبدالرحمن التركي: المسرح علمٌ وفنٌ ومتعةٌ، خبرًا ونعتًا وفاعلًا ومضافًا إليه، بما يحتويه جمال النصوص وتجلي الشخوص وأداء أدوار الحياة وأدواتها بلغةٍ ميسرة وإيقاع مؤثرٍ وامتزاج ذوات بواقع، وتعبير حكايات بوقائع، ولأنه أبو الفنون فلعله يقود انطلاقة ثقافية لمدينتنا الجميلة (شقراء) ليكون عرّابها القادم عبر (مسرح المهندس محمد بن سعد البواردي للثقافة والفنون)، الذي صنع لدينا الدهشة بجرأة تبنيه، وسخاء تصميمه ودقة تنفيذه؛ فكانت زيارتنا له موقع تأمل فإعجاب فتطلع، وسننتظر افتتاحه واستهلال أنشطته بعطاء مختلف ذي لون مشرق بالتميز المتوقع من شباب وفتيات شقراء لتعمَّ فعالياته الوطن من النفود إلى الأخدود.
ثم اتجه ضيوف شقراء والمكتبة إلى سوق حليوة التراثي التابع للجنة الحرف والتراث التابعة لجمعية التنمية والتطوير مكان المكتبة، وبعد جولة سريعة على متحف شقراء كان في استقبالهم مدير المتحف وشرح لهم محتوياته. ومن ثم اتجه الجميع إلى المكان المخصص للافتتاح أمام المكتبة في وسط سوق حليوة بحضور المحافظ وعدد من المسؤولين في محافطة شقراء وضيوف الحفل.
بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى سهيل بن عبدالكريم الجهيمان كلمة قال فيها: "أشكركم على مشاركتنا حفل الافتتاح الرسمي لمكتبة عبدالكريم الجهيمان التراثية، ونقدم جزيل شكرنا لمقام إمارة منطقة الرياض على الموافقة على هذا الحفل المبسط ولمحافظ شقراء على رعايته للحفل، ولجمعية التنمية والتطوير ممثلة في لجنة الحرف والتراث لاحتضانها المكتبة في سوق حليوة التراثي التابع لها، ولكل من ساهم وساعد في إنشاء المكتبة وتشغيلها.
المكتبة تحتوي جميع مؤلفات الوالد -رحمة الله عليه- وبعضاً من الكتب والمراجع التي كان يعود إليها بين الحين والآخر أثناء حياته، وتضم كذلك بعضاً من مقتنياته الشخصية ومكتبه وكرسيه وهي جزء من مكتبته الخاصة، وبعض الأوسمة والدروع التي حصل عليها في مناسبات عدة، وتم تجهيز المكتبة بالصور واللوحات والرسومات الراصدة لمسيرته الثقافية والعملية، وبالمكتبة مكتبة مرئية بشاشة يعرض فيها بعض محطات حياته وما قيل عنه والندوات التي شارك فيها -رحمه الله- راجياً من الله عز وجل أن تنفع الباحثين والمهتمين بالثقافة والتراث، وكلها تصب في توجه الحكومة الكريمة لنشر الثقافة والمحافظة على التراث من خلال المتاحف الخاصة وعرض القطع النادرة التي تحكي تراثنا الوطني".
بعد ذلك اطلع المحافظ والحضور على محتويات المكتبة واستمعوا لشرح كامل من أمين المكتبة إبراهيم بن عبدالعزيز اليوسف.
حضر الافتتاح نخبة من المثقفين منهم: د. عبدالعزيز السبيل أمين عام جائزة الملك فيصل، ود. إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، ود. عبدالرحمن المديرس، ود. عمر السيف أمين عـام جائـزة غازي القصيبـي، وأ. محمد السيف رئيس تحرير المجلـة العربية ومدير مركز الملـك فـهـد الثقافي، وأ. عبدالله الصيخان المشرف على مجلة اليمامة، وأ. محمد القشعمي، وأ. عبدالرحمن الطويل، ود. حمـود الربيعة، وأ. صالـح الصويان، وأ. عبدالرحمـن الشويعر، وأ. إبراهيم بن عبدالله التركي، ود. إبراهيـم المديميغ، وأ. مقبل الذكير، ود. حمد الدريهم، وأ. علي الدريهم، وأ. حسين الحربي، وأ. حمد المالك، وأ. فهد الثنيان.
وقال د. عبدالعزيز السبيّل بهذه المناسبة: "يوم ثقافي متميز بصحبة عدد من المثقفين، منحني فرصة الاطلاع على جهود ثقافية وتراثية في كل من شقراء وأشيقر، تمثلت في إعادة ترميم الأحياء القديمة، وإقامة عدد من المتاحف الشخصية المتنوعة التي تعكس الاهتمام الكبير من أبناء المنطقة بالجوانب الثقافية للمحافظة. من ذلك دار تراث الوشم بجهود الأستاذ الدكتور عبداللطيف الحميد، ودار التراث بأشيقر، ودار المؤرخ إبراهيم بن عيسى، ومتحف حمد السالم. ومن أبرز المواقع الثقافية التي يؤمل منها الكثير ثقافياً مركز المهندس محمد سعد البواردي.
وكان مسك الختام، وهو المستهدف من الرحلة افتتاح مكتبة الأديب الكبير عبدالكريم الجهيمان برعاية سعادة الأستاذ عادل البواردي محافظ شقراء، في موقع متميز في سوق حليوه، وهو مقصد للزوار والأهالي يجدون فيها فرصة زيارة مكتبة الجهيمان بما تضمه من تراثه الكتابي والتصويري وشهادات ودروع التكريم، إضافة إلى متحف شقراء الذي أقامته شركة محمد وعبدالرحمن البواردي.
كل الشكر والتقدير لأهالي شقراء وأشيقر، وللأعزاء منظمي هذه الرحلة والمشرفين على المناسبة الأساتذة عبدالرحمن الشويعر، ومحمد القشعمي، وسهيل عبدالكريم الجهيمان، والنشط جداً محمد الحسيني، فقد غمرونا بفضلهم وكرمهم.
لقد منحوني والزملاء فرصة ثقافية ثرية، شعرت معها حاجتنا إلى تكريم رموزنا الثقافية بأساليب تتناسب مع إيقاع الحياة وأساليبها الحديثة".
ومن جهته قال د. إبراهيم التركي: "ليس أجمل من أن يتعانقَ جمالُ الشكل مع عمق المضمون في رحلة اثنتي عشرة ساعةً نقلتنا من الرياض إلى شقراء بصحبة أساتذة أفاضل لنزور معالم أيقظت التأريخ وأبرزت الجغرافيا في شقراء وأشيقر وغسلة والوقف والفرعة، وتوجت بافتتاح مكتبة أستاذنا الكبير عبدالكريم الجهيمان في سوق حليوة التراثي، وقد حكت وروت مسيرة رجل عظيم سبق زمنه وعلّم جيله وكان رائدًا لم يكذب أهله فاحتمل دوره بكل أمانة وحمل مبادراته بأرقى وعي، ومكتبته كما مكتبه الخاص شاهدان على مدار ثقافي نادر، كما أنسنا بدار تراث الوشم وأكبرنا جهود الدكتور عبداللطيف الحميد في متحف ومركز ثقافيين مثّلا تراث الوطن وثقافته، ولن نقف عند المتاحف والدور والضيافة كي نشيد بما بذل في سبيل توفيرها والقيام بشؤونها، ولا ننس جهود منسق الرحلة الأخ الإعلامي الأصيل محمد الحسيني، كما نبارك للصديق سهيل الجهيمان افتتاح المكتبة وتفاني الأستاذ إبراهيم اليوسف في رعايتها.. ولولا الإطالة لعددت لكل فرد في الرحلة سطورًا تفي ببعض حق هذه الصحبة الرائعة".